فصل: تفسير الآية رقم (32):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد



.تفسير الآية رقم (32):

{فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (32)}
{فَأَغْوَيْنَاكُمْ} {غَاوِينَ}
(32)- وَإِنَّهُمْ دَعَوا المُسْتَضْعَفِينَ إِلَى مَا كَانُوا هُمْ فِيهِ مِنَ الغوَايَةِ وَالضَلالِ، فَاسْتَجَابَ المُسْتَضْعَفُونَ لَهُمْ، فَأَصْبَحُوا جَمِيعاً مِنَ الضَّالينَ الغَاوِينَ، فَلا لَوْمَ عَلَيْهِمْ فِيمَا كَانَ مِنْهُمْ.
أَغْوَيْنَاكُمْ- دَعَوْنَاكُمْ إِلَى الغَيِّ فَاسْتَجَبْتُمْ.

.تفسير الآية رقم (33):

{فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33)}
{يَوْمَئِذٍ}
(33)- وَكَمَا اشْتَرَكَ الفَرِيقَانِ- الكُبَرَاءُ والمُسْتَضْعَفُونَ- فِي الضَّلالَةِ كَذَلِكَ يَشْتَرِكُونَ فِي العَذَابِ فِي نَارِ جهَنَّمَ، كُلٌّ مِنْهُمْ بِحَسَبِ عَمَلِهِ، وَمَرْتَبَتِهِ فِي الضَّلالَةِ والغوَايَةِ.

.تفسير الآية رقم (34):

{إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (34)}
(34)- وَمِثْلُ هَذَا الجَزَاءِ العَظِيمِ يُوقِعُهُ اللهُ تَعَالَى بِالمُشْرِكِينَ وَفْقاً لِمَا تَقْتَضِيهِ حِكْمَتُهُ، وَيُوجِبُهُ عَدْلُهُ بَينَ العِبَادِ.

.تفسير الآية رقم (35):

{إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35)}
(35)- وَكَانُوا فِي الدَّارِ الدُّنْيَا إِذَا دُعُوا إِلَى الإِيْمَانِ باللهِ وَحْدَهُ، وَلُقِّنُوا كَلِمَةَ التَّوْحِيدِ، نَفَرُوا مِنْهَا، وَأَعْرَضُوا عَنْ قَبُولِهَا مُسْتَكْبِرِينَ.

.تفسير الآية رقم (36):

{وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (36)}
{أَإِنَّا} {لتاركوا} {آلِهَتِنَا}
(36)- وَيَقُولُونَ: هَلْ نَتْرُكُ آلِهَتَنَا التِي وَرِثْنَا عِبَادَتَهَا عَنْ أَسْلافِنَا الأَوَّلِينَ، اتِّبَاعاً لِقَوْلِ شَاعِرٍ مَجْنُونٍ يَهْذِي وَيَخْلِطُ فِي كَلامِهِ؟

.تفسير الآية رقم (37):

{بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37)}
(37)- وَيُكَذِّبُهُم اللهُ تَعَالَى فِيمَا قَالُوا، وَيَذْكُرُ لَهُمْ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ مُحَمَّداً جَاءَ بالحَقِّ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ، وَهُوَ دَعْوَةُ التَّوْحِيدِ، وَوَافَقَتْ دَعْوَتُهُ دَعْوَةَ الرُّسُلِ السَّابِقِينَ، وَصَدَّقَتْ كُلُّ دَعْوَةٍ مِنْهُمَا الأُخْرَى، فَدَعْوَتُهُ صَدَّقَتِ الدَّعَوَاتِ السَّابِقَةِ، فَهُوَ لَيْسَ بِدْعاً فِي الرُّسُلِ، فَكَيْفَ يَكُونُ مَنْ هَذَا حَالهُ شَاعراً مَجْنُوناً؟

.تفسير الآية رقم (38):

{إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ (38)}
{لَذَآئِقُو}
(38)- إِنَّكُمْ أَيُّهَا الكُفَّارُ المُجْرِمُونَ سَتَذُوقُونَ العَذَابَ الأَلِيمَ، وَسَتَخْلُدُونَ فِيهِ.

.تفسير الآية رقم (39):

{وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (39)}
(39)- وَلا يَنَالُكُمْ مِنَ العَذَابِ إِلا مَا تَسْتَحِقُّونَهُ جَزَاءً لَكُمْ عَلَى كُفْرِكُمْ، وَمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُم مِنْ سَيِّئِ العَمَلِ فِي الدُّنْيَا.

.تفسير الآية رقم (40):

{إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (40)}
(40)- أَمَّا عِبَادُ اللهِ المخُلصُونَ، فَإِنَّهُمْ لا يَذُوقُونَ العَذَابَ وَلا يَنُاقَشُونَ فِي الحِسَابِ، بَلْ يَتَجَاوزُ الرَّبُّ الكَرِيمُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ، وَيُثِيبُهُمْ عَلَى حَسَنَاتِهِمْ أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً.
المُخْلَصِينَ- الذِينَ أَخْلَصَهُمُ اللهُ لِطَاعَتِهِ.

.تفسير الآية رقم (41):

{أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (41)}
{أُوْلَئِكَ}
(41)- وَيُثيبُهُمْ رَبُّهُم الكَرِيمُ عَلَى أَعْمَالِهِمْ بِإِدْخَالِهِمْ الجَنَّةَ، وَيَتَمَتَّعُونَ فِيهَا بِكُلِّ مَا لذَّ وَطَابَ، وَلَهُمْ فِيهَا رِزْقٌ كَرِيمٌ مَعْلُومٌ.

.تفسير الآية رقم (42):

{فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ (42)}
{فَوَاكِهُ}
(42)- وَتَأْتِيهُمُ الفَوَاكِهُ التي يَشْتَهُونَها، وَهُمْ مُكَرَّمُونَ مَخْدُومُونَ مُرَفَّهُونَ.

.تفسير الآية رقم (43):

{فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43)}
{جَنَّاتِ}
(43)- وَيَأْتِيهِمْ رِزْقُهُم الكَرِيمُ وَهُمْ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ.

.تفسير الآية رقم (44):

{عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (44)}
{مُّتَقَابِلِينَ}
(44)- وَهُمْ جُلُوسٌ عَلَى أَسِرَّةِ يُقَابِلُ بَعْضُها بَعْضاً، يَتَمَتَّعُونَ بِالإِينَاسِ، وَطِيبِ الحَدِيثِ، شَأْنَ المُتَحَابِّينَ.

.تفسير الآية رقم (45):

{يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (45)}
(45)- وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ، وَهُمْ فِي جَلْسَتِهِمْ تِلْكَ، بِكُؤْوسٍ مِنْ خَمْرٍ مِنْ مَنَابعَ جَارِيةٍ لا تَنْقَطِعُ.
بِكَأْسٍ- بِخَمْرٍ أَوْ بِقَدَحٍ فِيهِ خَمْرٌ.

.تفسير الآية رقم (46):

{بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (46)}
{لِّلشَّارِبِينَ}
(46)- لَوْنُها أَبْيَضُ صَافٍ مُشْرِقٌ، وَطَعْمَها لَذِيذُ المَذَاقِ، تَلَذُّ شَارِبيِهَا.

.تفسير الآية رقم (47):

{لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ (47)}
(47)- وَهَذِهِ الخَمْرُ لا تُؤثِّرُ فِي الأَجْسَامِ، وَلا تَغْتَالُ العُقُولَ، وَلا تُحِدثُ صُدَاعاً وَلا خُمَاراً، كَمَا هِيَ الحَالُ فِي خَمْرِ الدُّنْيَا، وَلا تَنْقَطِعُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِي سَاعَةِ صَفْوِهِمْ وَأُنْسِهِمْ (يُنْزَفُونَ) (وَقِيلَ بَلْ إِنَّ مَعْنَى يُنْزَفُونَ هُوَ أَنَّها لا تُذْهِبُ عُقُولَهُمْ، وَلا تُنْزِفُهَا بالسُّكْرِ، كَمَا يُنْزِفُ الرَّجُلُ مَاءَ البِئْرِ).
لا فِيهَا غَوْلٌ- لَيْسَ فِيهَا ضَرَرٌ وَلا تَغْتَالُ العُقُولَ.

.تفسير الآية رقم (48):

{وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48)}
{قَاصِرَاتُ}
(48)- وَلَدَيْهِمْ نِسَاءٌ عَفِيفَاتُ، لا يَنْظُرْنَ إِلَى غَيْرِ أَزْوَاجِهِنَّ، وَهُنَّ نُجْلُ العُيونِ، فِي جَمَالٍ وَحُسْنٍ.
قَاصِرَاتُ الطَّرَفِ- لا يَنْظُرْنَ إِلَى غَيْرِ أَزْوَاجِهِنَّ.
عِينٌ- وَاسِعَاتُ العُيُونِ مَعَ جَمَالٍ.

.تفسير الآية رقم (49):

{كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (49)}
(49)- وَكَأَنَّهُنَّ فِي بَيَاضِهِنَّ، وَصَوْنِهِنَّ عَنِ اللَّمْسِ وَالاْبِتذالِ، بَيْضٌ مَصُونٌ لَمْ تَمَسَّهُ الأَيْدِي؛ وَلَمْ تَعْبَثْ بِهِ.
(وَقِيلَ إِنَّ لَوْنَهُنَّ أَبْيَضُ ضَارِبٌ إِلَى صُفْرَةٍ كَلَوْنِ بَيْضِ النعَامِ وَهُوَ اللَّوْنُ الذِي يَرْغَبُ فِيهِ العَرَبُ فِي النِّسَاءِ).
مَكْنُونٌ- مَصُونٌ مَسْتُورٌ لَمْ يَتَعَرَّضْ لِلغُبَارِ.

.تفسير الآية رقم (50):

{فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (50)}
(50)- وَيَأْخُذُ أَهْلُ الجِنَّةِ، وَهُمْ فِي جلْسَتِهِمْ تِلْكَ، فِي تَجَاذُبِ أَطْرَافِ الحَدِيثِ، وَيَتَنَاوَلُونَ فِي أَحَادِيِثِهِمْ مَا كَانُوا عَلَيْهِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا.

.تفسير الآية رقم (51):

{قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51)}
{قَآئِلٌ}
(51)- قَالَ قَائِلٌ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ الذِينَ يَتَحَادَثُونَ: إِنَّهُ كَانَ لِي صَاحِبٌ (قَرِينٌ) مُشْرِكٌ فِي الدُّنْيَا يَلُومُ المُؤْمِنِينَ عَلَى إِيْمَانِهِمْ بِالحَشْرِ والحِسَابِ، وَيَسْخَرُ مِنْهُمْ.

.تفسير الآية رقم (52):

{يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (52)}
{أَإِنَّكَ}
(52)- وَيَقُولُ لِصَدِيقِه المُؤْمِنِ: هَلْ أَنْتَ مُصَدِّقٌ بِالبَعْثِ والنُّشُورِ والجَزَاءِ؟

.تفسير الآية رقم (53):

{أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ (53)}
{أَإِذَا} {عِظَاماً} {أَإِنَّا}
(53)- وَيَقُولُ مُتَعَجِّباً: هَلْ إِذَا أَصْبَحْنَا تُراباً وَعِظَاماً نِخْرَةً، سَنُبَعَثُ لِنُحَاسَبَ عَلَى أَعْمَالِنَا وَنُجْزَى بِهَا؟ إِنَّ ذَلِكَ لا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ أبداً.
لَمَدِينُونَ- لَمَجْزِيُّونَ وَمُحَاسَبُونَ.

.تفسير الآية رقم (54):

{قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (54)}
(54)- وَيَقُولُ المُؤْمِنُ لأَصْحَابِهِ الجَالِسِينَ مَعَهُ فِي رِحَابِ الجَنَّةِ: هَلْ تَوَدُّونَ أَنْ تَطَّلِعُوا عَلَيْهِ، وَهُوَ فِي الجَحِيمِ، لَتَرَوْا عَاقِبَةَ أَمْرِ هَذَا القَرِينِ الكَافِرِ؟

.تفسير الآية رقم (55):

{فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (55)}
{فَرَآهُ}
(55)- فَاطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ النَّارِ، فَرَأى قَرِينَهُ وَسَطَ الجَحِيمِ، يَتَلَظَّى بِلَهِيبِها.
سَوَاءِ الجَحِيمِ- وَسَطِ الجَحِيمِ.

.تفسير الآية رقم (56):

{قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (56)}
(56)- فَقَالَ المُؤْمِنُ لِقَرينِهِ المُشْرِكِ مُوَبِّخاً وَمُقَرِّعاً: لَقَدْ كِدْتَ أَنْ تهْلِكَنِي لَوْ أَنَّني أَطَعْتُكَ فِي كُفْرِكَ وِعِصْيَانِكَ.
إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ- إِنَّكَ قَارَبْتَ لَتُهْلِكُنِي بِالإغْوَاءِ.

.تفسير الآية رقم (57):

{وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57)}
(57)- وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيَّ، لَكُنْتُ مِثْلَكَ مُحْضَراً فِي العَذَابِ فِي سَوَاءِ الجَحِيمِ، وَلَكِنَّ رَحْمَتَهُ تَعَالَى أَنْقَذَتْني مِنْ سُوءِ العَاقِبَةِ، إِذْ هَدَانِي اللهُ إِلَى الإِيْمَانِ.
المُحْضَرِينَ- المَسُوقِينَ لِلْعَذَابِ مِثْلَكَ.